الأحد، 30 مارس 2008

ثرثرة الحجر



كان المساء
زجاجة خمر لزجة
ووجهها الخزفي ينصهر كالشمع
همس دافيء :
اغفر لي حزني
فلم يؤذني احد هكذا
هشمتني الالفاظ
والذنوب القديمة فوق صدري
انتزعت كل شيء
القوة
الحب
الجسد وقد القي به
في مدينة لا تدخلها الشمس
كل شيء كان يعدني بتحقيق احلامي
لكن الطريق
كان منحدرا صخريا..
***
في الركن الاخر
تناثرت الوجوه الزئبيقية
لا شيء يحس السقوط
تلاحق الافئدة الحجرية
اشباح النمل
والانسان على الارصفة
تتوهج في الضوء الاحمراهات الجحيم
كساحرة تتقلب في قليل من الضوء
والصدأ
الرعب يأخذ بخناقي
يتعالى صوت مترع بهذيان محرق
ساغني لك كي لاتبكي
اغنية عن امسية الفراق
تتآكل الاشياء
ترتجف السكينة
تصدأ
وخلسة عند الفجر
تنتهي اللعبة ..!
احمل حلمي الرمادي
وثرثرة الحجر النائم في الدروب
صرخات عالية
من عظام مجتمعة
وشيب
واسير حيث لا حاجة لي بشيء
لأطرق ابوابا صدئة
فالعشاق الغرباء
بوح تحاصره الطلاسم
واقنعة الغموض
وصور للدفء
متكسرة ..!
سلام

الجمعة، 28 مارس 2008

وادرك شهزاد الصباح


قالت: يحكى أيها الملك السعيد ان الاحاسيس قد تبدو مشتتة لكثرة دورانها في مسامات الروح.. لكنها بعد ان تستقر تمتزج حباتها الواحدة مع الاخرى لتنسج غلالة شبكية كبيت العنكبوت فتعذب دورة الكون في مسام انسان اذهلته سبل الدوران فتاه وسط ركام من الاسيجة المتناثرة تبعده الدوامة من ان يصل إلى أي اتجاه يريد وهنا تكمن العلة.. وحين نزعم اننا نعيش كما نشتهي فربما كان ذلك صحيحاً لكنها حياة مزججة باطر غير متجانسة، لذا نراها تارة موحشة مقفرة وأخرى مليئة حد الاختناق وفي كلا الحالين نسقط باحثين عن سبل لولوج النمط المستقيم.. فهل نزعم ونحن نحيا ركام أتربة الاضطرابات وفقدان الامن اننا مازلنا على قيد الحياة! قد نكون مقاومين لشتى سبل انعكاسات الالم الذي يحيط بنا، قد نكون نلون لحظات الاغتراب التي نمارسها من حين لآخر بألوان مستقبلية- من صنع خيالاتنا المستوحشة ولكن قبل ان تفيق الشمس من غفوتها نهرب لعلنا في الهروب نجد متسعاً من الوقت للتفكير.
زمن عقيم إلا من ولادات مشوهة غير قابلة للشفاء ترمينا أرصفته من بوابة إلى أخرى لعلنا نصل إلى نقطة النهاية غير اننا نكتشف بعد كل مرة اننا نعود إلى نقطة الانطلاق الاولى عند خط البداية وبعد مرور كل هذه السنوات التي عشناها سواء كنا في رحم الام ام متنقلين إلى رحم الارض نكتشف ان بريق تلك الشموع السوداء المتناثرة حولنا لم يكن الاوهم يغزو النفوس باسم العيش الكريم.. لكن العيش الكريم يا مولاي لا يتطلب كثرة الاموال أو القصور الفارهة والسفر والرحلات العيش الكريم هو الشعور بالامان والطمأنينة والاستمتاع بلحظات الليل الرومانسية الهادئة بعيداً عن صوت القذائف والانفجارات!
الحصول على رغيف اليوم دون استهانة بالنفس والاقلال من قيمتها، الاحساس بأقل القليل من القيمة الانسانية للفرد، العيش الكريم لا يمكن أن نحصل عليه مع غياب الهوية والارض والحقوق والانفلات الامني والارهاب المستمر.. كانت انسانيتنا مؤجلة واليوم هنالك من يحاول جاهداً لاغتيالها.
قال: كلانا نبحث عن مستقر وملاذ لكنني لا املك ان احقق لك هذا ولعلي آخر فرسان العصر غير اني لست بقادر على البقاء فوق جوادي بعد ان اصابني الوهن واعتلى صرح عمري عجز السنين.
قالت: قد استطيع بما احتويه من شوق في حنايا الروح ان اعترك ميدان فروسيتك واخطو بمساحات طويلة كي اختصر الزمان فأمسك بتلابيب درعك المحصن وانفخ في بقايا الروح عندك نيراناً تتقد كلما اجلت موعد الرحيل.
قال: يا فاتنة أرض النهرين كيف اخترقت مسافات روحي المعطلة ونفخت في جمراتها المختبئة لاصير شهرياراً اخراً يبدأ رحلة من الف ليلة وليلة.
وبعيداً عن ارضها وترابها تقرر شهرزاد ان ترافق شهريارها لتقص عليه حكايات جديدة عن زمن متهاو غير ابهة بتلك الزفرات التي تحرق حناياها فقط كي تصدق انها لم تمت بعد..
قالت: اه حبيبي لماذا تستفزني عيناك؟ لماذا يختنق قلبي وهو يصف رحلة الحب المتفرد في عطائه غريب الشكل والاوصاف.
لم تكن تدري ان حلم الامس كان رؤيا حقيقية حتى استفاقت على صوت مجنون قادم من عتمة هذا العصر ببصيص من نور ضئيل يشدها نحو البقاء.
قال: يا شهرزاد أمازلت تبحثين عن حكاية تقصينها على مدى الف ليلة وليلة أخرى.
اكتشف انها قصت كل ما كان في جعبتها من قصص ولم يبق الا ان تحدد مصيرها..
شهريار يقف منتظراً متفرجاً ثم يصرخ: مسرور اكمل ما بدأت..
تسقط رأس شهرزاد وهي تقول: يحكى أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد ان شهرزاد لم تقوَ على ايجاد سبيل اخر للبقاء بين احضانك سوى ان تعلن الصمت..
حمل شهريار رأس حبيبته وهي تردد: وادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
سلام

الاثنين، 24 مارس 2008

هكذا

هكذا..

منذ اول صوت

وانا ..

اعتق الرنين من الحنجرة

ادرب البكم على الهتاف

وامنحهم..

ان يجلدوا الاناشيد بالخرس

ارتق العمى بالاشارات

واضلل الخطوة..

فأسمي المتاهة طريق

هكذا..

منذ اول الليل

علمونا..

كيف ننام بلا اجفان

نسقط ..

مرصوصين بلا روح

ها انذا ..

كلما ذكروا العمر بالانصراف

والوحشة بالبدء

قلت

: سأبكي

واسمي الاشياء بأسماء

ستبكيها..
سلام

الأحد، 23 مارس 2008

لن يكون وداعا / قصة قصيرة


اهداء/ والدي الى اللقاء

كانت اجمل أوقاته تلك التي يقضيها في مدخل البيت جالساً على الاريكة القديمة الموضوعة خصيصاً له قبالة الحديقة، لم يكن يتكلم كثيراً، صوته لم يكن مسموعاً باستمرار خاصة بعد ان فارقتنا امي.. في لحظة انفلات قد تأتي وقد لا تأتي، تبقى مرسومة في مخيلتي تلك الصورة القديمة، وتساؤلات لا اجد لها حتى التفسيرات الصغيرة.. فهل بامكاني ان اتخيل انه في زمن ما كان طفلاً! تحمله جدتي.. تهدهده.. تغني له بصوتها الحنون اغينة النوم؟
ام هل استطيع ان المحه صبيا في العاشرة حين فقد امه بشظية انفجار فاجاتها وهي تحمل الماء من النهر ابان الحرب الكونية الاولى؟ هل كان يبكيها؟ هل كان قد بحث عن حضن أم غادرته من دون سابق موعد.. من دون وداع؟ وهل تراني املك القدرة على استنفار ذاكرتي لالتقطه وحيداً يحاول الخلاص من دوامة النهر بعد سقوط الحافلة التي كانت تقله إلى مكان ما وهو بملابسه الثقيلة تسحبه وسط اجواء برد قارس حد الانجماد وكيف تمكن من الافلات وحده من الحافلة واستطاع العوم إلى ضفة النهر الأخرى هل كان شجاعاً إلى هذا الحد أم انها الرغبة في البقاء؟ قلت لم يكن يتحدث كثيراً انها اشياء انفلتت منه في احيان متباعدة..!
وأعود إلى ذاكرتي استحثها استنطقها وأسألها عن تلك اللحظة التي قرر فيها الاقتران بأمي تلك الطفلة الصغيرة ذات الثلاثة عشر عاماً وكان هو في سن تجاوزت الثلاثين لتنجب له اخواتي واخوتي وأنا.. هل أستطيع أن أرحل بذاكرتي المتآكلة إلى ذلك العالم البعيد لأعرفه اكثر فأكثر..؟ لماذا لا أتذكر الا القليل؟ لماذا تغيب عن مخيلتي كل مفردات الصور لتلتقط فقط لوحة تشكلت أمامي بعد رحيله بثلاثة أيام وهو يقف قبالة امي التي كانت ترتدي ثوباً أخضر.. عروس صغيرة بجدائل سود طويلة تبتسم خجلاً، وهو رجل قوي بلباسه العربي وعقاله وصايته العربية المهيأة لعريس في ليلة زفاف..
كل شيء في ذاكرتي يبحث له عن بوابة تشرع له الذكرى بكل طوفانها وحكاياتها ولكن لماذا لم يبق في ذهني سوى مشهد رجل عجوز احنى الدهر قامته يتكئ على عكازه القديم وهو يحاول الترجل من حافلة تقله إلى مكان ما.. كان ما زال يقدم قدماً ويؤخر اخرى وهو بعد على عتبة سلم الحافلة حين تحركت وكان السائق شارداً غافلاً عما يجري حوله.. الجميع يصرخ.. والعجوز يستغيث فلا هو بقادر على الامساك بالبوابة، ولا هو بقادر على النزول، دورة.. دورتان.. ثلاث، توقفت الحافلة ولكن بعد ان دار العجوز بين عجلاتها.. تجمهر الركاب وكنت ارقب المشهد برعب كأنه الزلزال- حوله ولم يجدوا سوى عكاز قديم ملقى وسط الدماء على اسفلت الشارع..!
كم من الزمن مضى حين عايشت هذا المشهد لعلي كنت في المرحلة الابتدائية غير انه امر لا يغيب عن ناظري كلما تطلعت إلى وجه أبي المتغضن بعوامل الدهر والشيخوخة، واتكأ إلى عكازته لمدة ما غادرها إلى الفراش ثم إلى القبر. لا ادري ما هو وجه المقارنة بينهما لعله صوته الواهن الذي كان يبعث في داخلي ذلك الاحساس المرعب كالزلزال والخوف بألا أعود لسماعه مجدداً حالة ما لا أعرف كيف أصفها عششت في داخلي حين اعلن لي هاتف الصباح عن رحيل أبي.. هل استطعت البكاء، ام تمكنت من الصراخ، ام لعلي وجهت نقمتي على أي شيء حولي وعلى كل ما في هذه الحياة من متاهات ودوامات طاحنة تسحق بدورانها كل ما يصادفها كيفما وأينما كان..؟ لا ادري! فقط شبح ذلك العجوز الذي اعتصرته عجلات الحافلة تمثلت امامي وانا واودع والدي إلى مثواه الاخير.. لتصرخ تلك الحقيقة في وجهي ان الموت هو الابقى لكنه الارقى مجهولاً كان ربما! لكنه أفضل بكثير من حياة مضببة متصلبة لا حياة فيها.. وتأكدت لحظتها ان الدمعة التي.انحدرت من عيني امي لحظة مغادرتها هذا الكون لم تكن وداعاً وانما كانت الى لقاء..
سلام

الجمعة، 21 مارس 2008

احاسيس متعبة / قصة قصيرة



وقفت لبضع لحظات وقد اسقط في يدها.. استعادت بطريقة الية وقائع المشهد الاخير وعبرات بعينها تجتاحها بغير انقطاع، تنهال على روحها كقضيب محمى يحرقها حتى يهترئ الالم في دخيلتها.. ضمته اليها، لم تطق العذاب الذي نطق به صوته، وروحها امتلأت خوفاً.. لعل لديه ما يقوله لها! اي شي لكنها لا تريد ان تعرف..! احست انها لن تطيق ان تسمعه وكل ما ترجوه هو ان يهدا ويستكين.. وسرعان ما غاص صراعه الذي طفا على السطح لحظة فعاد الى اغوار روحه من جديد ونسيها!! هل جالت في مقلتيه دمعتان ام ان بصرها كان يخدعها؟ لم تكن معه.. هناك امراة فحسب.. امراة دافئة واعدة لكنها لم تكن هي..!! كانت تستسلم له وتتقبل جسده.. جوعه العاري وحتمية حبه لها.. هو وحده الذي كان باستطاعتها ان تحتويه، وهو وحده الذي تستطيع ان تحبه الحب كله..! فهي تعلم كم هو عار ووحيد، وتحس روعة مجيئه اليها فتأخذه ببساطة لان حاجته اعظم منها ومنه، ولان روحها ما زالت بداخلها فعلت ذلك من اجله حتى وان هجرها لانها تحبه!اخذته بين ذراعيها.. كانت تعلم ان لا حق لها في ما يمنحها لذا قبلته بشفتين عطشاوتين.. طوته في دفئها وبكل قواها احبته ووهبته العزاء..اما هو فبعد هذا الاكتشاف الجديد الذي منحته اياه امتلأ سلاماً، وفاضت السعادة بداخله واوشك ان يمنحها ايماناً جديداً بالحياة واغرقها بالحب.. لكنها لم تحس الرضا هناك شي ما يحتويها فهو لا يريد استبقاءها.. كانت تريد شيئا دائماً له ثبات لا يزول فهي تريده هو ولكنه لا يؤمن جانبه فقد يهجرها..!! لم تمتلكه لذلك فهي غير راضية.. جنت به.. تملكها الخوف واصابها تهافت وانهيار.. اختنق صوتها بالبكاء وغصت بريقها.. لم تعد تملك نفسها.. لم تعد تستطيع ان تراه دون ان تلمسه او تتحس جسده خلسة وهو يحدثها وتتبعه لتغنم قبلة خاطفة لا تشفي غليلها.. عيناها تتبعانه اينما ذهب، لا تخفيان ما يتوقد فيهما من شوق اليه وعندما تحل ساعة الرحيل يجدها بانتظاره ليعانقها عند الخروج..احس بها عبئاً ثقيلاً وضاق باشتهائها الذي لا يعرف الشبع.. ادرك انها تجعله سجيناً كما لو كان غير قادر على ان يتنفس نفساً واحداً عميقا بحرية، كما لو كان واقعاً تحت شي يرزح فوقه.. احست برغبته في التحرر من اسارها
قالت:- يبدو انك لم تعد تحبني؟
اجابها بمرارة شابها بسخرية واضحة- يا حبيبتي ان حبك هو الاغلال التي تقيدني اليك.. كم اهوى هذه الاغلال! اني اسير حبك ولا اود التحرر من ربقته فما جدوى الحرية بجانب هذه الاغلال الثمينة؟ الا تشاركيني ذلك يا حبيبتي!
شعرت ان قلبها يكاد يخرج منفجراً من فمها.. هكذا اذا.. كم كانت محقة في شعورها بالخوف وعدم الاستقرار معه.. ها هو يكاد ينفلت منها متسرباً هارباً محتجاً على حبها له.. امتلكتها رغبة حادة في التمسك به اكثر
فقالت:- انت حياتي كلها.. اني انسى بوجودي معك الدنيا ومن فيها انسى كل شي في دنياي عداك انت فلا تجعلني استقبل جرحاً جديداً جرحاً لا ينزف فحسب ولكن!-
قاطعها قائلا:انت تعرفين اني احبك لكني لم اتعود ان اكبل بهذه الاغلال التي تثقل علي دعيني اتنفس.. اتركيني اتخذ قرارات مناسبة بشأننا لا تحاولي التدخل في روحي اكثر انا لا استطيع حتى ان اتصرف في اي امر دون ان تتدخلي فيه حتى العمل..! ارجوك لا تملي علي تصرفاتي فهذا يبعدني عنك!
- هكذا وببساطه اصبحت لا تحتملني.. نعم لك الحق في ان تعاملني بهذه الصورة المهينة فانا لم اكن يوماً اعني لك شيئاً.. اما هي..!! سكتت وهي تذكر تلك المرأة التي تنافسها فيه وعليه لم تكن واثقة انها ستتمكن من ابعاده عنها فهو يجد فيها كل المواصفات التي يحلم بها.. اما هي فما الذي تعنيه له مجرد جسد اعجبه واشتهاه وناله..- شعر بالمرارة تنبثق من عينها وفي صوتها.. احس ببعض الاسى حاول ان يخفف عنها
قال:- لو كنت اريدها او باقياً على حبها لما احببتك..! دعي هذه الاوهام كما اني لم اقصد ايذاء مشاعرك كل ما في الامر اني بحاجة لوقفة مع نفسي كي استعيدها واتمكن من ترتيب افكاري التي شوشتها الظروف التي نمر بها.. سامحيني فالمرارة والشقاء تجعلان المرء ظالما متسرعاً..- اخذها بين ذراعيه.. منحها حبه ثانية ثقة بوجودها وخفف من وطاة ما تعانيه من شك في نفسها لكنها لم تقتنع ابداً ان حياتها مرتبطة به فهما منفصلان لا محالة وبقية حياتها ستكون ظمأ موجعاً اليه..ادرك ما تعانيه وبدأ مجددا ًيحاول الاصغاء الى احاسيسها المتعبة، وانفاسها الواهنة لكن الهاجس الذي كان يدور في ذهنها حرمها من امتلاك السعادة التي كانت تصبو اليها ، وبدأت تذوي كالشمعة من الداخل ..
سلام

الخميس، 13 مارس 2008

ابعدي حزنك عني

ابعدي حزنك عني
خبريني بين قبرين
وقولي:
سوف نحيا..!
في مراثينا وفي نوح الحمام
ابعدي حزنك
لاتداويني بداء او بكي،
فانا مازلت رغم الذبح حي..!!!!!ا
بعدي حزنك
لملمي ما ظل مني
جنبيني دمعة العين
وحزنا لا يطاق
اجبري كسري
وكوني
شمعة العمر اذا العمر افل
ابعدي حزنك عني
******
ليس عدلا ان تزيدي النار وقدا
انا لم اسألك منديلا لدمعي
انا احصيت دموعي
لم يعد في العين ما يكفي
لنوحي
انا لم اسألك قنديلا لدربي
انا اطفأت مصابيحي وسرت
بين ناريك وبيني
قسمي الحزن علينا بالتساوي
وخذي ما شئت من خيبات عمري
واخبريني:
هل نرى في اخر الدرب ضياء
ذبل العمر ومازلنا نقول:
سنرى في اخر الدرب ضياء
اكتمي يأسي عنهم...!
اكتمي ضعفي عنهم...!
اكتمي حزني عنهم...!اخبريهم:
انني اشبه شمعة
واذا صرنا بعيدا
امسحي دمعي وقولي:
ليس دمعه............!!!!
سلام

أسيجة الشوك وضياع معنى الانتماء / مقال

يقال ان المصيبة تبدأ كبيرة ثم تصغر.. لكن مصيبتنا كا نت صغيرة ثم اخذت تكبر.. عندما بدأت عمليات السلب والنهب والحرق في وطني .. حينها شعرت ان خلايا جسدي تفرقع ، وعظام يدي تسرق.. تشتت افكاري ، ولم استطع لملمتها.. وحالي هو حال الملايين من العراقيين.. مصيبتنا الاولى في الاحتلال ، ومصيبتنا الثانية فينا ، تشتتنا ، قتلنا ، سرقنا بعضنا البعض ..! هل كنا واعين أم مغيبين ؟ اين عقلاؤنا وكبارنا ؟
وطني جريح.. وطني يمزف .. وطني يتلوى من الالم.. بدني يقشعر ، ترتعش مشاعري تتلاطم هواجسي خوفا على عراقيتي ، على هويتي ، على انتمائي..
قبل خمسة اعوام من الان فاجأتني معلومة صغيرة ، بديهة، تعلن بدء الليلة الاولى للحرب ، وكأن ذاكرتي ترفض ان تقع خلف أسيجة الشوك التي تحبسني خلفها ، الاحتلال.. مع انها كمعلومة تصدمني كل صباح ومساء ، الفوضى المحيطة بي وبالوطن ، والنشيج الذي يزاحم غصاتي الملتاعة ، ينفجر الما في حلقي ، يتفجر قنابل على ارضي ، فيحيل ابناء بلدي الاحبة الى اشلاء.. اعود بالذاكرة الى ايام سبقت تلك الليلة المشؤومة ، واصغي الى المراحل الثلاثة التي تعودناها قبل الحرب واثناءها وما بعدها .. وفي كل مرة نعد العدة وننتظر دون ان نحدد ما الذي ننتظره حقا..
قبل 20/3/2003 كنا نعرف ان الحرب واقعة مع خيط شك ضئيل يقول : ربما .. وكنا نتساءل مع انفسنا ، فالاحاديث بصوت عال غير مأمونة خشية رحلة ما وراء الشمس : اتراه لا يرى ما نراه ؟ ولا يحلل ما نسمعه ..! ولا يفهم الصور الواضحة حقا ، ام ان هناك شيئا اخر لا نفهمه نحن ..!!
ولم تتعثر الاسئلة المتتالية مثلما فعلت اثناء الحرب .. نسينا صدام وقيادته واجهزته الامنية الضخمة ، ولم يبق غير العراق .. وحيث ضاعت خطواتنا بحثا عن مسيرة صحيحة تؤمن حمايته حقا ، سقطنا في شك طويل ابتدأ يوم 9/4/2003 .. فهل نفرح بزوال حكم اخذ منا كل شيء ، ولم يعطنا غير الدمار والموت والخراب والالم ؟ ام نصغي الى صوت حشرجة الغصة الدامية في القلب وهي ترى اندحار معنى المواطنة وضياع ذلك الخيط الصلب الذي ينسج معنى الانتماء ..!!!
ضاعت التسميات ، واختلط اسم العراق بتداعيات سقيمة ، فيما انتثرت صكوك الغفران ولكن بلا كنيسة حقيقية.. وصار العراق مادة دسمة للفضائيات والصحف والبحوث التي وجدت لها املا بعد كساد افغانستان ، وملل فلسطين ، مرورا ب كوسوفو والصرب ، والامثلة ذات الفصول المسرحية تنتظر دائما ممثلون جددا .. لم يعد لدينا الان الا ان نعيد الحب الى عقولنا ، وان نزاول عشق العراق وارضه وسمائه .. ان نفهم لماذا نشعر بالاغتراب بدونه ؟ ولماذا حين نغادره نصطحب الماضي فقط ، ونعيش الحاضر من خلاله .. لم يعد لدينا غير غد نأمل ان يأتي ، علنا نعرف اخيرا : ما الذي كنا ننتظره حقا..
فبالنسبة لي ما عادت بغداد، والشعراء ، والصور ، بل هي حجارة الم وفوضى ، وجمهرة بؤس ، واناس بلا مأوى ، وجموع ضيعت سبيلها ، فمتى نلتم يا وطني ؟ اراقب التلفاز طعنات الصواريخ ، وصيحات الالم من عاصمتي بغداد التي احالها الاحتلال حسب التصنيفات العالمية للعواصم : الى اسوأ مدينة على وجه الكرة الارضية ، ومع كل صاروخ أهتف ملء الروح : الله عليك يا بلدي .. يا حبي المبتدأ وفرحي الاثير .. وتلك عاصمتي ام البساتين ، هل يعقل ان تدوسها بساطيل الاجنبي وتدكها..! وذكرياتها التي كانت توحي لكل سكان الارض ، بالشعر ، والعزة ، والنخوة ..! ايليق بها ان تنوخ تحت الحراب ..!
لقد كان الربيع موجودا برغم انف الموت ، وان كنت في 9/4/2003 فهمت معنى المثل القائل " كنا كالمستجير من الرمضاء بالنار " حين سقطنا في مطب الذهول ، ورحنا نتفرج على بلد عمره الاف السنين ، وهو ينهار تماما في ثلاثة ايام ، فصار الالم ينهشني من الداخل وينهش يلادي من داخلي ايضا ، وصرت املك حسرة بحجم العراق .. ان الدم المسفوح ونشوة الدفء المهدورة لاجل العراق لن تذهب سدى..
وارى من بعيد هناك ، عراقا يسكنه احفادي ، وبه خيري وشمعي وذكرياتي، فعجلة التاريخ كانت دائما تقاد بيد من هم الافضل من كل ما حولي ..

سلام

الأربعاء، 12 مارس 2008

حوار بين قلبين

قال: احياناً أشعر ان هذا الكون كله ومضة برق تنطفئ في لحظة قصيرة لذلك انا دائماً احمل حقائبي وارتحل لعلي اجد لي مستقراً في حفرة ما.
قالت: انا لا ادعي قدرتي الكاملة على فهمك ولا اظن ان امرأة تستوعبك اكثر مني لكنك تضيق الخناق حولي فتتركني في متاهة لا املك لها طريقاً للخروج..
قال: اشعر باني قادر على استيعاب مفردات العالم كله واظنني قابلاً على الفهم ايضاً.!قالت: في خيلائك هذا اسقطت من حساباتك ان الكون لا يمتلكه احد..
قال: انا لست مختالاً او مغروراً فلا تصفيني بما ليس بي..قالت: لعلي كنت بانتظار ملاحقتك لي بالاسئلة التي تتجاوز مهمة المعرفة لتدخل مكامن الالم الذي يبعثرني لكنك ولدت شكاً جديداً في داخلي وهذا يتعبني كثيراً...
قال: املت ان لا اضعك في هذه المتاهة..
قالت: دعنا اذا نخترق الحواجز ونرنو الى مستقبل افضل..!
قال: لو علم الامس ان له غداً بالانتظار لخطط لقيام الساعة قبل ذلك لكنه غير مدرك لما يخبئه القدر لذلك فهو يقضي نحبه سريعاً دون ان ينسج اية خلية تذكر سوى احصاء عمر يمضي..؟
قالت: لماذا تعود الى هذه الفلسفة؟قال: وماذا تريدين اذا..؟
قالت: اخبرني كم تحبني... اشعرني باهميتي لديك.؟
قال: حين انطلقت الشرارة الاولى لميلاد قلب موجوع تعددت مسارات اللهب واسقطت جمراتها في حفرة الروح العميقة التي جاوزها النسيان فاحترقت وهكذا كان حبك يا منية القلب..
قالت: احبك لانك لم تصارحني بحبك اولا... ولانك حين صرحت به كنت انا مليئة بالشوق اليك لذلك بات حبك عميقاً في روحي وفي خلجات نفسي..
قال: وماذا بعد!
قالت: لا شيء سوى اني سأبقى احلم بتلك اللمسة الدافئة التي وعدتني بها يوماً ما..
سلام

لا تأتي



تركتك تعبث بي
انتظرت ان تحثك قدماك
للوصول الي
كانت روحي المعطلة
ترتعش فرقا باستسلام
مؤرق خجول
الليل يبدو بلا نهاية
اكاد اتمزق من رعب يتملكني
انتظرك لنغني معا في اللحظات الاخيرة
اغنية الوداع
لكنك...
لاتأتي ابقى قابعة في ظلمات الاركان
اتوجس لحظة انهزام الروح
يخترقني همس صوتك
يحيل اجزاء جسدي المنهارة،
الى كتلة من نور
انطلق اليك
في قلبي عزف منفرد
لسيمفونية الحياة
امد يدي عبر المسافات
كي التقط بعضا منك
غير انك
كما في كل مرة
تسمو بي فجأة
ثم تسقطني
تتكسر اضلاعي
تحتويني ظلمات القبر
اتلوى...
اتألم...
اتهاوى..
ثم...
لاتأتي..!!!
سلام

قليل من الرومانسية يصلح حال الكون



فكرت ان اكتب شيئا نلمسه ونعيشه اعني البعض منا غير ان مشكلتنا تكمن في عدم استيعابنا للكثيرمن الامور.. فتارة تحدنا قيود المجتمع واخرى تصدنا احكام الدين وبين هذا وذاك فقدنا القدرة على فهم مضامينها.. عذرا نسيت ان اقول ان موضوعي هو الرومانسية..لذا حاولت العثور على شرفة صغيرة خضراء تنبت فيها قرنفلة الرومانسية ونرجسة البوح الشفاف وبنفسجة البهجة المرجأة .. وراحت الاسئلة تنثال في ذهني مخترقة كل افكاري :هل الرجل جنة المرأة ام جحيمها..؟وهل المرأة فردوس الرجل ام العكس....؟من الذي يركض وراء الاخر..؟انها تساؤلات معلقة بين الخيط الابيض والخيط الاسود وبالتالي فان اجاباتها معلقة بين الفردوس والجحيم..!هل افكار المرأة ومشاعرها ناعمة وعقلانية الرجل خشنة ..؟ سؤال تقليدي في دائرة مختومة بالشمع الاحمر.. لماذا..؟ لسبب بسيط هو ان القضايا المتداخلة والمتشابكة بين الرجل والمرأة او العكس في حاجة الى عقلية مشتركة.. لا المرأة وحدها ولا الرجل وحده مع تحفظ واحد يأخذ شكل هذا الشعار: قليل من الرومانسية الواعية يصلح حال الكون ودمويته وشراسته المدججة بتكنولوجيا القمع.. بإختصار شديد.. المشاعر والافكار والعقل الواعي هما شجرة الجحيم وهما زهرة الفردوس.. الرجل والمرأة بينهما حوار متعدد الايقاعات مبطن بغصن البهجة الذي تمسكه بيدها امرأة واعية وبعد ذلك يصبح كوكتيل الرأي والرأي الآخر هو (الكريشندو) الهادر الذي تتسنبل في لحنه الاساسي الافكار التي تحاور العلاقة بين المرأة والرجل..
عشقت في عينيك البراءة والصدق..
وعشقت في ذاتك روح الشفافية والحياة..
ومع هذا وجدت نفسي حيرى،
بين ما ابغيه منك وبين ما يجب عليّ أن أفعله..!
أحياناً أصدقك وأحياناً ،
أفتقر إلى التمييز بين صدقك وتهوري ..
لذا أبقى تائهة بين عينيك وأحلامي ..
لاجلك اكتب فأمحو آثامي
أكتب فأشعر آلامي
وبين الحين والآخر ابعثر فيك أيامي..
سلام
"الكريشندو/ هو نغم موسيقي يبدأ خافتاً ثم يتعالى تدريجياً حتى يبلغ أقصاه

مقلاع الالم

على ضفة النهر
انتظرك...
واطلق تعويذة الحياة
وعدتني ان تشاركني كل انفعالاتي
وانك ستأتي ..
لتمحو عن وجهي ،
ذعر قلبي الذي بات يثقل عليه ..
ذلك الخوف الذي بداخلي
الصداع يتملكني
لساني اصبح متشنجا..
حنجرتي مغلقة
افقد الوعي..
وابدأ بالهذيان..
تحملق عيناي ولا تريان شيئا..
ولتعاستي..!
اصبحت وحيدة ..
جسدي تحول الى سجن لي
عني
انفصلت الروح التي كانت ترافقني
واختفت كل حصانتي فجأة
علامات مرعبة تأتيني
هجرني الاصدقاء والاحبة ..
والحفرة مهيأة
ايهم كان وغدا؟
ايهم كان محسنا؟
من يجيب امرأة نبت الذبول في تربتها
والاحداث الغريبة تلاحقها..!
انا التي اتألم من كل الخطايا التي تلاحقني
فهل لنداءاتي التي ارغمت على الصمت
من مجيب،
ينتزع مقلاع الالم الذي بين ضلوعي..
لاطلق مع الريح..
وعلى ضفة النهر ،
كل احزاني..
سلام

الثلاثاء، 11 مارس 2008

خمس رسائل الى ......

اهداء

الى اصيل الذي رحل سريعا

وتركنا بلا وداع..

-1-

كنت هناك

يقظة في حجرة غريبة

تتسلل ملامح فتى اسمر

لعله كان خمريا..

اختلطت علي الرؤية

الروح تنسل نحو الخارج

ومع الانفاس الاخيرة

تعود الي ضعيفة واهنة..

اجلس في الظل

امنع ذاكرتي من الانفلات

أشم عطره

اتصبب عرقا ..

مبتسما عاد وفي عينيه

دموع وفيرة ..

ينحني الى الامام

جبهته تتجه نحو الارض

يده اليمنى مربوطة الى

صدره..

يرمي بيده اليسرى خارجا

يفتحها نحو السماء

مرة بعد اخرى...

تتفتت السبل

يقف خارج حدود الرؤية

يحمل معه سنوات فتية ،

ويتوارى عن الانظار..

-2-

تحت الشرفة الممزقة

افكر بك

احمل وجهك

تحترق المسافة عند العقل

احاول ان اقول شيئا..

لكل جزء فيك

هل تدري : كم احبك

اشعر انك غاضب

لم تعطني الفرصة كي

أسأل ..

وخارج حدود الاميال

رحلت مبكرا...

-3-

شمس الشتاء

تختفي تحت اكوام السحب

الداكنة..

الهواء المعتم

يتكوم مثل لهيب شاحب

يتجه نحو السماء...

انظر الى الاشياء في

الزوايا

نقاط الالوان المختلفة

ابدا لايمكن اخفاؤها..

العيون تزيل الموانع

بالدموع....

ترى ولا ترى

والفم يسأل كل الناس:

باسطوانة مشروخة :

لماذا ؟

-4-

الثالثة بعد الظهر

شمس ايار وبيت اغنيات

الام تستيقظ فجأة

تهجر سريرها

تركض نحو الباب

تقف على عتبته..

همس لهاتف اموت

خطا اليها ..

اقشعر بدنها لحظة ،

وهي تسمع :

مات الاطفال ..!

العشاء الرباني

صار رماديا

طرد مساحة العقل

ولااحد كان يستطيع ان

يرى ..

عندها فقط واجهت

الاشارة..

واسترجع القلب ذكرى

فتى ،

ابدا يبقى صغيرا...

-5-

لاربعين يوما ،

ظلت الريح تصفر

لاتوجد اشارة للضوء

الدم يلطخ العالم ..

العظام تتكسر تحت اللحم ،

البحر لايعكس شيئا ..

موجة سوداء واحدة

ترسو..

لاشيء يتحرك ،

لا صوت ...

لا صدى لأي شيء ..

لا احد يهبط لازالة الموانع

عن وجهي..

غروب الشمس يعبر

سريري..

والدودة وحدها ،

تسمن فوق الوريد ..!


سلام

الاثنين، 10 مارس 2008

تواقيع

صرت لاأملك الا ان استنطق بقاياك.. لعلها تعيد الي بعض روحي التي هاجرت معك ..

الى امي .....


****


رعشة مرعبة تعصف بأوصالي.. وهذا السكون الملقوم بالأصداء يغرقني في طواحينه.. ما زلت مبتلة.. مبتلة حتى النخاع.. انه الختام بلا ابتداء ولا مستقر.. شعور كثيف بالتأود يجتاحني..
من اين الخلاص.. كان اخرشيء سمعته.. ازيز الباب وهو يفتح وصوت أمي الذي يبدو كصوت البحارة المنقذين يتناهى من بعيد..
ياالهي كلاهما يموت بطريقة واحدة..!!!


****


لا ادري كم مضى من الوقت وأنا في هذه الحال المزرية.. لقد فقدت القدرة على التركيز تماما ولم يعد ثمة شيء يشدني لهذا المكان.....
اعزف والحزن يطوقني .. اعزف والسأم يفتك بأعصابي، وعقلي يجول ويصول خلف هذه الجدران الملتهبة بالاضواء والموسيقى وعواء
الجمهور...!!


سلام

هنا انت وحدك


هنا لن تكون وحدك..
وهنا اصبحت وحدك..
المكان صار غاية في الاتساع..!
ولا احد..!
اين ذهب الجميع..؟
لماذا توقفوا فجأة عن نشر الحكايات..؟
همس الضحكات اختفى..
روايات عن الشارع والبيوت والافكار ..
كلها تنسل هاربة لتبقى وحدك..!
هنا لم تعد مع الاخرين
لانك صرت وحدك..!
اين انتم ..؟
لماذا اختفيتم..؟
وماذا حل بطروحاتكم..؟
لتتركوا هذه البقعة الفسيحة ،
فارغة هواء الا من بعض ذكريات..
هنا ايها السائل للاسف،
صرت وحدك..!

وحدك تعبر بوابات المساء..
وحدك تنتظر انبلاج صبح جديد..
وحدك هنا تبحث في البقايا..
لعلها تعطيك بعضا من فكرة..
وحدك تبقى هنا ياقلبي،
وحدك دائما...
سلام

مساحات الدنى

تختزل مسافات الدنى
احلام الصغار
تنتابني لحظات شجن
بانتظار ان تأتي الي
تحمل معك مشاعل تنير أيامي
ابحث حولي ،
انتظر ان تزهر الأيام برحيق الآس
سخونة وحشية تخترق حواسي
ينتابني ذهول عقيم..
ومساحات الدفء القديمة تنتهي..
ابحث وسط ركام الأمس ،
عن هوية عن عنوان..
عن هدف للبقاء..
يحيطني ضباب كثيف..
يحول أيامي الباقيات ،
إلى كهف متصدع الأركان..!!!
غير ان مساحة الأمل..
تبقى..
تخترق عمق المسافات
كي تمنحني مجدداحلم الحياة..
فتنسج غلالة شبكية
تزدهر فيها أحلام الصغار..
وعند مساحات الدنى
ننتظر
لعل ..
عسى..
اينما ..
كلها تداعيات تبحث لهاعن ميناء..
*****
هنا ..
حيث مساحة الانتظار..
القي مرساتي من جديد..
وحيث اللا جديد تبقى ،
مشاعري رهينة اللحظات القادمة ..
تفتقر الأشياء حولي إلى مساحاتها
تنتابها سخونة متجمدة ..!
تبتلعها حيتان الزمن الموحش
شيء ما يحثني
يدفعني نحو رصيف يملؤه الملل
الخوف ..الرهبة
آه ..
وجدتها انها الغربة..!
كل ما فيها موجع..
حتى البقاء ابدان حية..!
وارواح تفتقد إلى عطر الحياة
كل ما فيهالحظات انتظار...
*****
هناعند مساحات الدنى
لايبقى سوى حلم وحيد
حلم اللقاء من جديد ..
وفي مديات هذا الانتظار
تتواصل رغبات مكبوتة في النفس
لعلها تنهي مساحات الخوف والالم ،
الذي يعشش في الروح بلا هوادة ..
ريح عقيم ..
تأكل ما تبقى من تلك الأحلام المؤجلة
كل شيء في حياتنا صار مؤجلا
حتى انسانيتنا تتآكلها أيام صدئة ،
كلنا ننتظرحصول شيء ما ..
ما هو؟ لا ندري..؟
هي فقط مديات الانتظار والصبرتحاصرنا..
تتخم عقولنا وقلوبنا ،
بمساحات لزجة محشوة بصراع لا ينتهي..
لتبقى وحدها مديات الانتظارصلبة،
وحيدة .
.
بعيدة عن الأنظار..
سلام