شجرة الصفصاف

في ركن من ذاك الدار



كنت اخبيء



قلبي وبضعة اسرار



اسمع همس امي



يناغيني



ويناجيني



من خلف الدار



يشتعل في القلب اوار



نار حارقة توجعني



روحي كشجرة صفصاف



يرميها الاطفال بالاحجار



تسقط اوراقي مبعثرة



احاول لملمة الروح



واتابع كل الاطوار



هنا كانت امي تمشطني



وهنا كانت تطعمني



وهناك في تلك الحجرة



من تلك الدار



امي تخرج مسرعة



تلملم بعثرة الاشياء



فأبي قادم نحو الدار



مرت اعوام وسنون



من بقي في تلك الدار



الكل هاجر



او غادر



او تلقفته يد المنون



وانا انظر خلف الماضي



اعزف على تلك الاوتار



عزفا محزونا يا روحي



يبكي لهجرة اهل الدار..



واعود فاكشف اسراري



وارى عينيه تطالعني



وبسمة شفتيه ساخرة



من حلم كنت اربيه



وامزج فيه حبا معجونا بالغربة



منصهرا في عمق الشجرة



شجرة الصفصاف المنكسرة



احمل اشيائي واغادر



اترك احلامي في الدار



دار كانت لي دنيا



صارت هذا اليوم غبار



سلام

لحن الناي الحزين

ترقرقت في مقلتي

دمعتان..

احداهما

من اجل عمر غابر

تعاتب الزمان

ودمعة

فيها تشظى قلبي الولهان

كانت يا قلبي

دمعتان...!

في غابر الزمان

وعلى مواويل الحنان

تفتحت في حديقتي

وردتان..

نرجسة ،

وزهر الاقحوان

في خاطري اهديت حبي النرجسة

وعشق قلبي الاقحوان

كلاهما في ذلك الزمان

كانتا وردتان

ومرت الايام

واندثرت معها اجمل الاحلام

كنت اراك

قبالتي هناك

تعزف لي لحنا

على الناي الحزين

حين هممت بجمع اورادي

غافلتني دمعتان

احداهما

كانت تبكي الامل

ودمعة

تحتضن الافنان

هناك

في حقل عمري

بعد ان فات الاوان

داهمني بغفلة

حب يخترق الضلوع

يكسرها

كما الاغصان

اعود الى حقلي القديم

احمل نايا

ولحن حزين

اراه صار منهكا من جذوة احتراق

حين اتاه العشق

في زمن الفراق

ابحث عن اورادي

فلا ارى

سوى سوسنة عطشى

تخترق الانين


الحب في اواخر العمر جنون

اسمع عزف الناي يخترق الجفون

فتنزل على مقلتي دمعتان

احداهما تبكي الاجل

ودمعة

تنتظر المنون

سلام

سوسنة .. وشعلة باردة..

اترقبك

تنتظرك ايامي

تشتاق اليك احلامي

لكنك لا تأتي

اسكن في جرح الزمن

اتململ هناك

انتفض

لا احد يدري

كيف تخذلني حتى الامي

اترقب عودتك

او مرور وعدتني به يوما

لم يجيء

او كلمة في فم زهرة

او

او

خيالات لا تنتهي

الاوقات تعلن الحداد

الدموع تأبى الانفلات

تتحجر

المحك

اطير من فرحي

حين تقترب

المسك

لكنك لست سوى سراب

من انت ..؟

كيف غزوتني

ولماذا اخترتني ..؟

ليتني كنت اقوى

اصبى

اجمل

لكنه حكم السنين

مهما تعثر فيها الحنين

ما زلت اتساءل :

لماذا اخترتني..؟

الا يكفيني عذابي

لتعبث انت بنتؤات الجراح..؟

لماذا بربك قل لي :

اهديتني للرياح

ورحلت عني

سفينة بلا شراع

اتراك يوما تتذكر

من منا احب الاخر اكثر..

لم يبق الكثير لنحتفظ به

لم يبق سوى يضعة وقت

وقد يأتي الرحيل

دون موعد

هل ستبكيني كما ابكيك ..؟

اتراك ستحتضن الحروف

وحيث لم تترك لي غير الانين

ستبحث عني

وسوف تدلك زهرة مروية بالدم والدمع

عن مكان هجرتي

كل هذا قد يكون

او لا يكون

حين تعود بك الايام الى هنا

اسألك ان ترسل لي

من مدينتي

سوسنة

وشعلة باردة..!!

سلام

خلسة يأتي الفجر

خلسة يأتي الفجر







ينطلق من بوابة الشمس





يحتوي كل مفردة في الحياة







قليلا .. قليلا يولد يوم







يوم آخر









يوم كسائر الايام









قد يحمل في نهاره بعض جديد







لكن امسياته ككل الامسيات







غارقة في الظلام









والوحدة









وهكذا هي الدائرة تدور









تتشابه في كل شيء







الا بعض اشياء قليلة









وعلى الرغم من ذلك هي لا تلتقي ابدا









تتسلسل كالارقام







بوتيرة واحدة..







ابدأ في العد :







واحد







اثنان







ثلاثة







اصل عند الخمسين







اشعر اني فقدت رقما







ولكن ..!







الارقام تقول :







اني ما زلت احمله..!







اكتشف ان الشيخوخة تنخر العظام







والمرض يهد القوة







اصطنع القوة واحمل نفسي على الحركة







لكني اسقط تباعا







امد يدي ابحث عن يد توقفني ثانية على قدمي







لا احد ..!







بالامس كان الضجيج حادا







وكنت احلم بالبيت الزجاجي والجزيرة البعيدة





كي انعم ببعض الهدوء







اليوم









هدوء









سكون









صمت قاتل









وحدة والم









اعود الى العد مرة اخرى









اكتشف اني









لا احسن فن العد..











امسك بالارض









احاول ان اقف على قدمي









ابذل جهدا خياليا







اقف









ابتسم لنفسي









تغلبت عليها









لكني لا احسن الاستمرار









ولا احس السقوط









ومجددا اجدني على الارض









ما عادت لدي القدرة لاقوم









فاتمنى ان انتهي











لكني مازلت انتظر







لا ادري ما انتظر







انما هو انتظار فحسب





انتظار ربما





لتسلل فجر جديد





من بوابة الشمس







سلام

مسخ وانفعال...

مسخ



يقطع الاوصال



روحي اصابها عطب



وانفعال..



في داخلي نبض لا يهدأ




مشتتة انا بين القيل



والقال..




آه .. كم جرّحتني الكلمات



وكم اتلفت من خلايا قلبي




وكم زخت دموعي من اهطال



الطفلة الصغيرة




تبكي بلا توقف



بلا انقطاع



اشعر بدبيب الاسى يحفر



اشلائي



آه .. اوجعتني الحروف



مزقتني بأنياب لا تدرك وحشيتها




هي لا تدري انها اوجعتني حد العذاب




هل هناك بعد ما يقال..



هل ينفع الندم




هل يفيد الاقتتال...




لا شيء مبرر



ما الحكمة في البقاء



ما الحكمة في الترحال..!



هنا .. او هناك



اين انا ..؟



مسخ يخربش اضلاعي



يدمر القليل المتبقي



من الامال



وهل تراها كانت آمال



لعلها بعض سراب



اضحك به على نفسي


العطب يزداد اتساعا



والالم فاق الحدود



توقفت الدموع عن البكاء



لكن العبرات ما زالت عبرات


لا شيء يأتي بجديد


سوى الم


يصطاد


قلوب الاطفال..!


سلام

مسرحية تحت انقاض الموت

لحظات وترفع الستارة



هدوء يعم المكان



لاتسمع سوى حسيس الانفاس المنتظرة




المسرح كبير كالحياة



الممثلون



اشباح حمقى



تتواجد في كل الامكنة



يتصاعد صراخ اهوج



تهلع القلوب



يدوي الانفجار



تتساقط الاشلاء متناثرة



هل هو جزء من المسرحية..؟



هل هذا دم حقيقي..؟



وهذه النيران



كم هي لاهبة



طفلة تحت الاقدام الهاربة



تصرخ



لا احد يسمع



هناك في الزوايا



بقايا ثوب محترق



المسرح صار اتونا يغلي



بركان تفجر في لحظة هدوء شاملة



الممثل الذي عليه ان يؤدي دور االعاشق




يسقط ارضا دماؤه تروي الارض



المرأة التي كانت تجلس هناك بعيدا



اخر الصف



تحتضن طفلها الرضيع



تلقمه ثديها كي يتوقف عن البكاء



يختلط الدم بالحليب



المسرحية كانت تروي قصة عشق جميلة



باسلوب كوميدي ضاحك



تحول الضحك الى بكاء



وانقلب المكان الى جمرة تحترق



حتى الحيطان لم تبق ساكنة



كل شيء اصبح خراب



هناك



يجلس عاشقان



كان قد وعد محبوبته بأن يحضرا قصة الحب



كلاهما ملتصق بالاخر



الالتصاق الابدي صارا واحدا



جمعهما الموت



بعد ان فرقتهما الحياة



وكم من الالام تحمل ياوطني



فهل سترى الزرع الاخضر مجددا



هل ستعود ضحكة الاطفال



وابتسامة العجوز



من يدري



لا احد يدري..!!!



سلام

نوافذ حائرة

تعود قلبي



ان يبقى ساهرا



وعقلي ابدا لا ينام



يملأني حنين مشبع بالقهر



كلما فتحت نافذة لرجاء



سرقته مني الريح دون رحمة



اوجعني حديثه



كان قاسيا حدا لم يحتمله قلبي



ابكاني بكاء مرا



ومازالت العبرات تخنقني



ولا سبيل لانهمار الدموع



اشعر ان نياط القلب تتمزق



اهذا ما يستحقه قلقي الدائم



اعود الى مثواي القديم



افتح نافذة اخرى



تلفحني سخونة حارقة



تحرق وجهي



توجعني



اغلق نوافذ حجرتي كلها



واقرر ان لا اعيد الكرة




لكن الشوق في روحي يئن

يزحف



يتسلل بين اوردتي



احاول التغاضي عنه



لكنه لا يمنحني فرصة للاستكانة



الوحدة تتمرد في عروقي



تنازعني كي ابقى



تمنعني من الرحيل



الغربة في جوفي تخذلني



الضياع جمهرة من التوهان



والعصيان



تتكالب ايامي علي



تمزقني



في الوحدة تتركني



اتساءل:



متى تنتهي هذه اللعبة



عقيمة سقيمة مللتها



لا احد يجيب ..



لااحد..!



سوى صدى سياط الالم



تخربشني من الداخل...!!!



سلام

رسالة الى....

القلوب الحالمة بالخلود



تدخل في قائمة المطلوبين



الحزن يتسلى بمسح الدمع



فيروز مازالت تقرع اجراس العودة



الضمير ..



فقد ميمه عند اول سيطرة،



فأصبح يدفع ضريبة السكوت..!!



عنترة باع سيفه وسدد مصاغ العشق



كليب مات..



والمهلهل مشغول بقرض الشعر..!



اما جساس..



فهو يجتر الندم اصبعا اصبعا




ويعود الواشم للبحث



هنا.. الجذع الفارع بالزيتون



وبالقلوب..



القلوب التي خدشتها الاحقاد



الدخان يطفيء الشمعة ليأوي..



النار تأكل نفسها...!!!



النار ..



سكوت



يلد الصمت



قرارات وحوت..



حوت ..




يبتلع القمر...!!




سلام

في صدري شيء يتكسر

شيء في صدري



يتكسر



اتون يغلي



بل يقهر.



.تتمرد عروقي



تتنافر



اهجس ان العمر يضيع



يتقهقر..



تسقط اوراق الصفصاف على الارض



لا بل تتبعثر..!



الكون تجرده الذئاب



من صفو الروح



بالقهر يتأثر...!



قوارب في البحر تعوم



ترفع اشرعة تتمزق



اصداء الاصوات



تخفت



في الاعماق تندثر




تتناثر...



اه يا زمن الطاغوت



وضياع الحلم



تهذي في جسدي الاوجاع



في صدري روح



تتكسر..



واه تحمل جثمانا



ملفوفا بالعلم الاخضر..



يا سرا في البوح تهادى



مالك في القلب



تتبعثر..



ازمنة لا وفاء لها



صعبة في المنال



تتكاثر..



في الروح عبث وضياع



قي القلب عمر



يتكسر..!!




سلام