يوميات وحكاية...

قالت المرأة:

لم اعد استطيع تصديقك .. تعدني ولا تأتي ..تعدني ولا تفي .. لكني على الرغم من كل ما اراه منك مازلت احبك ..! كثيرا ما احاول وبطرق مختلفة بها احول حبي لك الى بغض وحقد ومقت .. لكني لا اعرف..! ولا ادري كيف يفعلون ذلك ..!
ترمي بالورقة الممزقة من يدها تصرخ:

_ والى متى ايها القلب .. اي لعنة اخذت طريقها اليك لتعبث بروحي او لست روحي ..! ما عدت قادرة على الاحتمال..!

صوت عذب لامرأة تغني :

يا ناري حيل احرقيني ياناري

يا ناري صابر وطال انتظاري


للصبر حدود وعهود ومواثيق ماله عندي مجرد صبر احادي لا مكان وزمان يؤثر فيه .. لقد مللت ..تعبت .. اصابني الوهن والعطب فالام الانتظار .. واي انتظار يبقى كل هذه السنين محلك قف هكذا..!

يستمر الصوت الشجي مرددا :

على فراق الولف اقدر

احرقيني بعد اكثر

حلاة الدمع ع المحبوب جاري


نعم هكذا اوهمته اني استطيع الانتظار .. اتقبل كل مايريده دون تمرد .. سأقبل حتما بالفراغ المحيط بي .. سأقبل ان اكون اما .. او اختا .. او مجرد صديقة .. فقط كن قريبا مني .. سأحتمل كل شيء.. لكني فجأة اشعر بلاقدرتي على الانتظار .. الانتظار يحرقني .. يذرني كالرماد ...!!
صوت دافيء من بعيد :

* هنا .. التقينا اول مرة .. هل تذكرين ..


_ نعم اذكر هنا ..هنا ..( هدوء يملؤها سكينة وابتسام)


* اذكر اني اخبرتك ان قلبي هو لامرأة اخرى .. وقبلتي ..!


_نعم .. اتذكر .. وقبلت ..(الوجوم يحولها الى كتلة صغيرة مملوءة بالخوف)


* لكني قلت ايضا اني ارتاح اليك ..حنانك.. اتزانك.. ثقافتك.. تعجبني..! وحين شعرت بحبك لي اشفقت عليك وما عدت ادري ما افعل سوى .. سوى اني قررت الهرب بعيدا..!

_ لكني وعدتك بالانتظار ووفيت بوعدي..!


* لم اطلب منك الانتظار انا هربت خوفا من هذا الحب الذي كاد يخنقني..


_ حبها اليس كذلك..؟


* لا .. يا غالية حبك انت .. ! خفت منه ..خفت ان يكبلني بقيود اخرى لم اعد قادرا على الفكاك منها ..! كان علي الرحيل .. وكان عليك النسيان..!

_ النسيان ..! رضيت بأي حب تمنحني فقط اردتك قريبا .. النسيان .. مازلت حتى لا استطيع النسيان.. كنت اغفر لك .. ومازلت حتى الان اغفر لك .. وسأبقى ما حييت اغفر لك..!


صوت عذب يأتيها من البعيد


مسموح ياللي تعذر


ومسموح لو ما تعذرت


في غيبتك كم تأثرت


واللي يحب يتأثر..!!!



سلام