الخميس، 1 مايو 2008

وهكذا بات القلب مرتحلا / قصة قصيرة

الحقيقة قد تكون امام ناظريه لكنه كان يجد صعوبة بالغة في احتوائها ربما كان لاسقاطات الزمن العقيم دوراً في منحه تلك الالوهية في المعايير لكنه لا يملك الا الانصات لدافع خفي قد يجتاحه بين لحظة وأخرى ليخطو بعيداً تاركاً وراءه تلك الحقيقة التي مازال يحاول الوصول إليها..
.في بيت مهلهل الاركان تكور في احدى زواياه المظلمة وقد افترش وسادة خشنة واتخذ من ركبتيه وسادة ارخى فوقها رأسه الثقيل، كان جسده متيبساً وعيناه غائرتان وفي رأسه صور لمأساة وخيبة أمل.. وفجأة لاح طيفها عند الباب نادته عدة مرات فلم يجبها
اكتفى بأن رفع إليها رأساً محملة بالحيرة ترى عمن تكون تسأل؟ شعرت انه لا يتذكرها أخفت حزناً ودمعة كانت تحاول الهطول فكرت في العودة والهروب بدلاً من اجترار موضوعات قديمة لكنها توقفت حين أومأ اليها بالجلوس قربه
قالت: لم أرك هكذا منذ زمن.. تائهاً حائراً دامع العينين، خلتك والدمع ينساب على خديك كأنك تحفر شرايين قلبي وتدميه بسكين...
قال بعد فترة صمت طويلة: كثيرة هي الافكار التي تعتصر رأسي تهلكني دون قدرة مني على الامساك بها منذ متى وأنا أصارع هذا الكون حولي لم أعد ادري تتكسر في صدري عبرات تخنقني لا أعرف كيف اوصل اليك اني صرت حالة يتاجر بها الآخرين، كيف اجعلك تفهمين ايتها الباحثة في روحي المعطلة انك حين ابتعدت عني صرت لا أقوى على احتمال لهاثي الحارق انتظر بصمت مشحون بالضجيج ان يرن جرس الهاتف ليعلن لي عن بدء رحلتي القادمة معك دون جدوى...
كل شيء في صباح ذلك اليوم كان ينذر بقدوم عاصفة ممطرة لكنها كانت مضطرة للذهاب اليه مهما كانت العواقب ..
انها المرة الأخيرة التي ستراه فيها فلابد من الرحيل حين وجدته على حاله هذه تصارعت في ذهنها كتلة من هواجس اذابت بعض جمراتها ليالٍ طويلة ووجدت نفسها تقول:
- كنت اظنك اكثر عدلاً في تحديد ما تريده مني لكني وجدتك في ضعف ووهن فكان العطف اكثر قدرة على العطاء من الحب ثم فجأة تبدلت حالي وصرت احبك اكثر هكذا اسقط في يدي كل الاعذار ومنعني حبك من الالتفات ورائي كي لا أقع فريسة للاغتراب لكنك تغيرت وأسأت إلى روحي واحرقت جروحي بنيران قسوتك التي لم اجد لها اية مبررات ففكرت في الرحيل عنك لعلي بذلك اتنفس هواء لا يحمل أنفاسك التي كانت تحرقني وتحيلني إلى اشلاء..
انخرطت في نشيج مفزع وتظافرت دموعها معلنة عن كم هائل من العذاب تصطك به اضلعها.:لا أسألك دمعاً فدموعي تسيل بانتفاضات هائلة تعشش في الروح منذ الاف السنين ولم اخترق نهر دجلة والفرات لاستقر في عمق النيل لولا اني كنت استشعر تلك القوة الهائلة التي تشدني إلى قاعهِ لاستقر هناك حيث الهدوء والسكينة، أحياناً اسرف في سرد حكايتي المبعثرة فلا أكاد الملمها حتى ينفلت عقدها وتتناثر حباتها فلا انتهي الا بعد أن ادخل عبر متاهة التسلية وأسقط مجدداً فيها هكذا شعرت حيث اقلقتني نظراتك واهتمامك بي غير انك اخترت الصمت فجأة ودون مسبقات لتتركيني تائهاً حائراً لا اكاد استقر على شيء..
.قالت: انا في هذه المدينة الصاخبة لا املك الا الصمت واجتراح الذكريات فكل شيء على الرغم من دنوي منه يبدو اكثر انحساراً عن حياتي لا تعتقد اني أقل منك توهاناً لذا لم يعد بامكاني النطق طالما كان الضجيج عالياً.. لقد قررت الرحيل لعلي بانتظاري لانضواء أضواء المدينة في دياجيرها انطوي في ثناياها وابدأ مجدداً..حبيبي لعل لحظة اقترابنا كانت حلماً، لعله شيء ما يشبه الحقيقة ربما لكنك خذلتني وتركتني اتجرع لحظات الغربة وحدي بانكسار اشد من الظلم الذي اواني اليك..سألتك ان لا تجرحني، رجوتك ان لا تتركني، تضرعت اليك ان لا ترحل فلم تعر توسلاتي اهتماماً وهجرت والان لم آت لاستمع إلى هناتك والامك فما عادت روحي تحتمل الكثير انما جئت لأراك لعلها تكون المرة الأخيرة كي لا أتركك دون وداع...
سلام

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

الاخت العزيزة ازدهار

كلمات رائعة وتعبير صادق عن احاسيس الغربة والوحدة والحب

كم الغربة مؤلمة

وكم الوحدة مؤلمة

وكم الحب مؤلم

وكم الالم الكبير ان اجتمعت هذه الامور الثلاثة بنفس الوقت على شخص واحد

اتصور ان الالم الذي يعانيه كبير

ويحتاج الى قوة لمقاومة الالام الثلاثة بنفس الوقت

تحياتى لج على التعابير الحلوة

اخوج قديم :)))

izdehar يقول...

الاخ الكريم

مرور وحضور يملأني غبطة ..ومفردات جميلة

راقية لماذا لا اراها في موضوعاتك

مشاعر رائعة ورفقة وصحبة تسعدني

دمت بود

سلام